اليوم تجد المناطق المسيحية نفسها وكأنها في موقع الدفاع عن خطأ او خطيئة ارتكبه احد من يدعون احتكار التمثيل المسيحي من خلال التوجه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري بعبارات مستنكرة مستهجنة وغريبة عن قاموس التخاطب السياسي
لا شك في ان ردة الفعل على هذا الخطأ الفادح وما تبعها اخذ منحاُ اخر وفتح الشارع على احتمالات كثيرة فجعل حاضر اللبنانيين يحاكي ماض بشع كانوا ظنوا انهم لن يعودوا اليه ابدا فاذا به يطل مجددا ملوحا بكوارثه في اكثر من منطقة
مشكور الرئيس بري على جرأته في الاعتذار من اللبنانيين عن ما قام به بعض المتظاهرين وهو ادى الى حرف الامور عن الاساءة الاولى من خلال افتعال اساءة اكبر ولعل بيان حركة امل الذي دعا لوقف أي تحرك في الشارع لقطع الطريق عمَّن يريد حرف النظر عن الموضوع الأساسي وضرب علاقات اللبنانيين مع بعضهم جاء ليضع الاصبع على الجرح فيقطع الطريق على من يريد اشعال الفتنة او اخذ الامور الى مسار اخر ومشكور الرئيس عون لمبادرته للاتصال بالرئيس بري ولو متأخرا فالوضع في الشارع لا يحتمل والقوة الامنية مسؤولة عن تأمين الامن للمواطنين وانزال اشد العقوبات بالمخلين بالامن واذا جاز شكر الشيطان احيانا فمشكور ايضا افيكدور ليبرمان على الكلام الذي قاله حول البلوك 9 واعاد فيه ايقاظ الجميع فاتفقوا على التباري في كيل الادانات لاعتداء فاضح ومكشوف على السيادة اللبنانية
قد يكون ما جرى مؤخرا انتهى وهذا ما نتمناه الا ان العبرة في ان لا يتكرر وفي ان يتعظ تجار السياسة ويتوقفون عن المتاجرة بحقوق المسيحيين فالامور لم تعد تحتمل وليس في كل مرة تسلم الجرة